انتقد محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، استمرار تدهور القدرة الشرائية للمغاربة، وغلاء أسعار المواد الأساسية، وفي مقدمتها أسعار المحروقات.
وتتسم الأوضاع الراهنة في المغرب، وفق بنعبد الله الذي كان يتحدث في اجتماع اللجنة المركزية لحزبه صباح اليوم السبت، بازدياد الضغط على المالية العمومية بسبب ارتفاع المديونية والتضخم، علماً أنَّه تم تسجيل مداخيل إضافية غير مسبوقة في الميزانية العامة.
وقال المتحدث: “لا شك في أنَّ البلد تطاله تداعيات الجائحة، وآثار اضطراب الأوضاع الدولية، اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا. لكن المؤكد أيضاً أن الحكومة مُساءَلَةٌ حول أفضل السبل لتُحَسِّنَ من التموقع الدولي والإقليمي” للبلاد.
وسجل القيادي اليساري أن موارد مالية سنة 2022 استفادت من ارتفاع الموارد الضريبية والجمركية المتأتية من المحروقات، مطالبا بـ”استعمال جزء منها على الأقل في دعم الأسر المغربية، والتخفيف من وطأة معاناتها التي تفاقمت من جرَّاء إكراهات الدخول المدرسي”.
وأورد بنعبد الله أن “التحديات السياسية، والتعقيدات الاقتصادية، والصعوبات الاجتماعية، تجعل الحاجة ماسَّة، أكثر من أيّ وقت آخر، إلى حضور قوي وتتبع يقظ وتفاعل متواصل للدولة، بكافة مؤسساتها مع هذه الأوضاع، تفاديا لمخاطر الانزلاق والفراغ، لكن يبدو أنَّ الحكومة، تحديداً، غير مبالية وعاجزة عن تدبير الأزمة بتعقيداتها المختلفة، وتفتقد إلى الحِسّ السياسي اللازم من أجل التجاوز السليم لأعطاب المرحلة”.
وأضاف أن الأسئلة المتعلقة بحماية القدرة الشرائية للمغاربة، ودعم المقاولة الوطنية، وإعادة الثقة، والإصلاح المؤسساتي، ومباشرة الإصلاحات الهيكلية كالتقاعد، والنظام الجبائي، وحكامة الفضاء الاقتصادي، “كلها معلقة”.
وتابع بأن “الحكومة لا تستطيع لمس هذه الملفات بالنظر إلى غياب الرؤية والجرأة السياسية لديها، في مقابل تدبير قطاعي تكنوقراطي، وحضور قويّ لمنطق التبرير غير المجدي”.
وشدد المتحدث على أن السياق الراهن يتسم بعجز الحكومة، ولن ينفع دَرُّ الرماد في العيون، ولن يُفيد الحديث عن التعديل الحكومي في حجب الأوضاع المتأزمة والتحديات الكبيرة. فليس المهم تغيير أشخاص بأشخاص، بقدر ما أنَّ “الأهم هو تغيير السياسات والمقاربات”.
ونبه بنعبد الله الحكومة إلى حساسية الأوضاع الاستثنائية ودقتها، وإلى وجوب التحرك الوازن، من خلال خطة وإجراءات وقرارات ملموسة يكون لها وقع حقيقي وفعلي على ظروف عيش المواطنات والمواطنين، وذلك ما قامت به بلدان عديدة.
واستعرض في هذا الصدد تجارب بلدان إما عبر تقديم الدعم المباشر للأسر وللقطاعات المتضررة، أو عبر استعمال الأداة الضريبية والجمركية، أو كذلك من خلال إلزام القطاع الخصوصي، خاصة قطاعات محددة منه كقطاع المحروقات، بتقليص هوامش أرباحه مرحليا.
الأمين العام لحزب “الكتاب” سجل أيضا أن الأبعاد الديموقراطية والحقوقية والمساواتية، والجوانب المرتبطة بالحريات، “تكاد تكون غائبة في عمل الحكومة”، معتبرا أن ورش توطيد البناء الديمقراطي ليس ترفا، ولكنه شرط لازم للتنمية والاستقرار.
وفي هذا الإطار، طالب بنعبد الله الحكومة بأن تكون في الموعد بالنسبة لموضوع الارتقاء بأوضاع النساء في المجتمع، الذي ورد في خطاب العرش الأخير، مؤكدا تطلع حزب التقدم والاشتراكية إلى المساواة الكاملة بين النساء والرجال.
#بنعبد #الله #الضغط #يتزايد #على #المالية #العمومية #والحكومة #تحتاج #رؤية #سياسية